الانجيل

الأحد الثاني من زمن المجيء


في زمن المجيء، كما في كلّ سنة، وبالتحديد في الأسبوع الثاني منه، نحن على موعد مع يوحنا المعمدان. هذه الشخصيّة التي قدّمت يسوع... إنّه السابق الذي يأتي ليحضّر الطريق للربّ القادم.
هذا التحضير بالتأكيد هو دعوة لتحضير القلوب. والسبب المعلَن والدافع لذلك هو إن ملكوت الله قريب. هذه الدعوة هي نفسها، لتهيئة الطريق للربّ، لتقويم سبله...

كيف نجيب على هذه الدعوة؟ كيف نحضّر قلوبنا؟
يجيبنا على هذا السؤال، المقطع الإنجيلي اليوم من إنجيل متى (١،٣-١٢):

١- البداية تكون بالخروج من الذات، الخروج خارج أنفسنا. إنها تعبير عن عدم اكتفائنا بما نحن عليه، بل نريد أكثر من ذلك. إنّها تعبير عن شعورنا بفقرنا وعجزنا، تعبير عن شعورنا بظلامنا وبرغبتنا بالتغيير...
٢- هناك أعمال التوبة الظاهريّة التي تعبّر عن رغبتنا الحقيقية في التغيير مثل الصوم والصلاة والصدقة.
٣- لكن يجب أن تترافق أعمال التوبة هذه بثمار تليق بالتوبة، توبة القلب. هذا يعني أعمالاً نرفض فيها خطايانا وتعني أعمالاً صالحة نكفّر بها عن الخطايا.
٤- لكن هذا كلّه فقط هو بداية، لأن الإيمان بيسوع أساسيّ وكلّ أعمال التوبة ليست إلا تمهيداً لوصوله إلى القلوب.

إنّه من يعمّد المعمودية الحقيقية في الروح القدس والنار؛ إنّه الآتي ليطهّر بيدره بيده ويجني ثمار التوبة والإيمان من القلوب في الوقت الذي سيحرق فيه كلّ ما هو ليس بتوبة حقيقية وكل ما هو ليس بإيمان حقيقيّ به.

نأتي إليك يا يسوع اليوم ونحن نعلن فقرنا وظلامنا، نعلن إننا غير مكتفين من أنفسنا بل إننا بحاجة إليك...
نريد أن نغتسل ليس فقط بالماء لأجسادنا ولكن أن نغتسل بروحك القدوس المطهّر والمنقّي...
نريد أن نثمر حياة صالحة، بعيدة عن الخطيئة، نريد أن نعلن توبة صادقة لا رياء فيها، مليئة من ثمار المحبة والرحمة...
نحن بحاجة إليك في عالمنا، وفي قلوبنا... نفوسنا تتوق لخلاصك وحياتنا تترجى حضورك...
أعطنا يا ربّ قوّة من روحك القدوس، لكي توقظ فينا كلّ صلاح وتحضّر فينا الطريق فنكون مستعدّين للقائك، أنت القادم لخلاصنا، لك المجد إلى الأبد.

كيفية الوصول

إتصل بنا

الناصرة، النمساوي شارع 720 - صندوق بريد 125

+972-(0)4-6123456

+972-(0)4-6123457